فنجان القهوة

من الغريب أن يُحضر فنجان صغير من القهوة ذكريات لا تُحصى من زمن بعيد..

ها أنا أحتسي بضعة رشفات من فنجان القهوة الصغير..

الذي أعددته بنفسي...

ووجدت نفسي غارقة في ذكريات قديمة...

أستطيع أن أقول أنها كانت جميلة وممتعة..

كانت هذه أيام دراستي ..

وكان طلب القهوة بمثابة إحتفال صغير بين الأصدقاء..

كنا جميعنا نتصارع على من سيحظى بأول رشفة من الفنجان... أو الكوب الزجاجي انذاك..

الكثير من المواقف تحضُرني الأن...

لا يمكنني أن أصف مشهد السعادة والبهجة الذي أراه الأن في مُخيلتي..

لقد كانت جنة نعيشها على الأرض في تلك الزاوية الصغيرة بمبني الكلية.

الكثير من المداعبات والضحك.. النظرات المسروقة الخفية...

لحظات الخجل والدلال.. والسخافة المُفتعلة في بعض الأحيان الأخرى.

لم أكن أدري أن الأوقات التي كنت أقضيها في الجامعة والدراسة، ستصبح من أجمل الأوقات التي حظيت بها...

ولم أكن أعلم أن الوقت سينتهي،،،
وأنه سيأتى الزمن الذي سأضطر فيه إحتساء القهوة بمفردي.. 

كانت تلك الأيام الأجمل،،،

تلك التي لم أهتم فيها كثيراً ولم يكن لأي شئ وزن سوى قضاء الوقت بحرية ولعب ودلال..

يتطاير الوقت، ويمر الزمن... وينتهي كل شئ..

ولا يتبقى سوى فنجان القهوة الصغير، ليذكرنى...